فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويرى أن مناجاته أحْرى من ذلك وأولى.
ولم يكن في دين محمد الرهبانية والإقبال على الأعمال الصالحة بالكلية كما كان في دين عيسى، وإنما شرع الله سبحانه حنيفية سمحة خالصة عن الحرج خفيفة على الآدميّ، يأخذ من الآدمية بشهواتها ويرجع إلى الله بقلب سليم.
ورأى القراء والمخلصون من الفضلاء الانكفافَ عن اللذات والخلوص لرب الأرض والسموات اليوم أولى؛ لما غَلب على الدنيا من الحرام، واضطر العبد في المعاش إلى مخالطة من لا تجوز مخالطته ومصانعة من تحرم مصانعته، فكانت القراءة أفضل، والفرار عن الدنيا أصوب للعبد وأعدل؛ قال صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يكون خير مال المسلم غَنَمًا يتبع بها شَعَف الجبال ومواقع القطر يفرُّ بدينه من الفتن».
قوله تعالى: {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} أي ولا تحزن على المشركين إن لم يؤمنوا.
وقيل: المعنى لا تحزن على ما مُتِّعوا به في الدنيا فلك في الآخرة أفضلُ منه.
وقيل: لا تحزن عليهم إن صاروا إلى العذاب فهم أهل العذاب.
{واخفض جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} أي ألِنْ جانبك لمن آمن بك وتواضَعْ لهم.
وأصله أن الطائر إذا ضمّ فرخه إلى نفسه بسط جناحه ثم قبضه على الفرخ، فجعل ذلك وصفًا لتقريب الإنسان أتباعه.
ويقال: فلان خافض الجناح، أي وقور ساكن.
والجناحان من ابن آدم جانباه؛ ومنه {واضمم يَدَكَ إلى جَنَاحِكَ} [طه: 22]، وجناح الطائر يده.
وقال الشاعر:
وحسبك فتيةٌ لزعيم قوم ** يمدّ على أخي سُقم جناحا

أي تواضعًا ولينًا.
{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)}
في الكلام حذف؛ أي إني أنا النذير المبين عذابًا، فحذف المفعول، إذ كان الإنذار يدل عليه، كما قال في موضع آخر: {أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13].
وقيل: الكاف زائدة، أي أنذرتكم ما أنزلنا على المقتسمين؛ كقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11].
وقيل: أنذرتكم مثل ما أنزلنا بالمقتسمين.
وقيل: المعنى كما أنزلنا على المقتسمين، أي من العذاب وكفيناك المستهزئين، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين الذي بغَوْا؛ فإنا كفيناك أولئك الرؤساء الذين كنت تلقى منهم ما تلقى.
واختلف في {الْمُقْتَسِمِينَ} على أقوال سبعة: الأوّل: قال مقاتل والفراء: هم ستة عشر رجلًا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم فاقتسموا أعقاب مكة وأنقابها وفجاجها يقولون لمن سلكها: لا تغترُّوا بهذا الخارج فينا يدّعي النبوة؛ فإنه مجنون، وربما قالوا ساحر، وربما قالوا شاعر، وربما قالوا كاهن.
وسُمُّوا المقتسمين لأنهم اقتسموا هذه الطرق، فأماتهم الله شرّ مِيتة، وكانوا نصبوا الوليد بن المغيرة حَكَمًا على باب المسجد، فإذا سألوه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «صدق أولئك».
الثاني: قال قتادة: هم قوم من كفار قريش اقتسموا كتاب الله فجعلوا بعضه شعرًا، وبعضه سحرًا، وبعضه كهانة، وبعضه أساطير الأوّلين.
الثالث: قال ابن عباس: هم أهل الكتاب آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
وكذلك قال عكرمة: هم أهل الكتاب، وسُمّوا مقتسمين لأنهم كانوا مستهزئين، فيقول بعضهم: هذه السورة لي وهذه السورة لك.
وهو القول الرابع.
الخامس: قال قتادة: قسموا كتابهم ففرّقوه وبددوه وحرّفوه.
السادس: قال زيد بن أسلم: المراد قوم صالح، تقاسموا على قتله فسُمّوا مقتسمين؛ كما قال تعالى: {تَقَاسَمُواْ بالله لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [النمل: 49].
السابع: قال الأخفش: هم قوم اقتسموا أيمانًا تحالفوا عليها.
وقيل: إنهم العاص بن وائل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام وأبو البَخْتَرِيّ بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف ومنبّه بن الحجاج؛ ذكره الماورديّ.
{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)}
هذه صفة المقتسمين.
وقيل: هو مبتدأ وخبره {لنسألنهم}.
وواحد العِضِين عِضَة، من عضّيت الشيء تعضيه أي فرّقته؛ وكل فرقة عِضَة.
وقال بعضهم: كانت في الأصل عِضْوَة فنقصت الواو، ولذلك جمعت عضين؛ كما قالوا: عِزِين في جمع عِزة، والأصل عِزْوة.
وكذلك ثُبة وثبين.
ويرجع المعنى إلى ما ذكرناه في المقتسمين.
قال ابن عباس: آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
وقيل: فرّقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذبًا وسحرًا وكهانة وشعرًا.
عضوته أي فرقته.
قال الشاعر هو رؤبة:
وليس دين الله بالمُعَضَّى

أي بالمفرّق.
ويقال: نقصانه الهاء وأصله عضْهة؛ لأن العِضَه والعِضين في لغة قريش السحر.
وهم يقولون للساحر: عاضِه وللساحرة عاضِهة.
قال الشاعر:
أعوذ بربي من النافِثا ** تِ في عُقَد العاضِه المُعْضِه

وفي الحديث: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم العاضِهة والمُسْتَعْضهة»، وفُسِّر: الساحِرة والمستسحِرة.
والمعنى: أكثَروا البُهْت على القرآن ونوّعوا الكذب فيه، فقالوا: سحر وأساطير الأولين، وأنه مفترًى، إلى غير ذلك.
ونظير عِضة في النقصان شَفة، والأصل شَفَهة.
كما قالوا: سنة، والأصل سنَهة، فنقصوا الهاء الأصلية وأثبتت هاء العلامة وهي للتأنيث.
وقيل: هو من العَضْه وهي النميمة.
والعَضِيهة البهتان، وهو أن يعضَه الإنسان ويقول فيه ما ليس فيه.
يقال عَضَهه عَضْهًا رماه بالبهتان.
وقد أَعْضَهْت أي جئت بالبهتان.
قال الكسائيّ: العِضَة الكذب والبهتان، وجمعها عِضون؛ مثل عِزة وعزون؛ قال تعالى: {الذين جَعَلُواْ القرآن عِضِينَ}.
ويقال: عَضّوه أي آمنوا بما أحبوا منه وكفروا بالباقي، فأحبط كفرهم إيمانَهم.
وكان الفراء يذهب إلى أنه مأخوذ من العِضاة، وهي شجر الوادي ويخرج كالشوك.
قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} أي لنسألن هؤلاء الذين جرى ذكرهم عما عملوا في الدنيا.
وفي البخاريّ: وقال عِدة من أهل العلم في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} عن لا إله إلا الله.
قلت: وهذا قد روي مرفوعًا، روى الترمذيّ الحكيم قال: حدثنا الجارود بن معاذ قال: حدثنا الفضل بن موسى عن شريك عن ليث عن بشير بن نَهِيك عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {فوربك لنسألنهم أجمعِين عما كانوا يعملون} قال: «عن قول لا إله إلا الله» قال أبو عبد الله: معناه عندنا عن صدق لا إله إلا الله ووفائها؛ وذلك أن الله تعالى ذكر في تنزيله العمل فقال: {عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ولم يقل عما كانوا يقولون، وإن كان قد يجوز أن يكون القول أيضًا عمل اللسان، فإنما المعنيّ به ما يعرفه أهل اللغة أن القول قولٌ والعملَ عملٌ.
وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عن لا إله إلا لله» أي عن الوفاء بها والصدق لمقالها.
كما قال الحسن البصريّ: ليس الإيمان بالتحلّي ولا الدين بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.
ولهذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة قيل: يا رسول الله، وما إخلاصها؟ قال: أن تُحجزه عن محارم الله» رواه زيد بن أرقم.
وعنه أيضًا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عهد إليّ ألا يأتيني أحد من أمتي بلا إله إلا الله لا يخلط بها شيئًا إلا وَجَبت له الجنة قالوا: يا رسول الله، وما الذي يخلط بلا إله إلا الله؟ قال: حرصًا على الدنيا وجَمْعًا لها ومنعًا لها، يقولون قول الأنبياء ويعملون أعمال الجبابرة».
وروى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إله إلا الله تمنع العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم ثم قالوا: لا إله إلا الله رُدّت عليهم وقال الله كذبتم» أسانيدها في نوادر الأصول.
قلت: والآية بعمومها تدل على سؤال الجميع ومحاسبتهم كافِرهم ومؤمِنهم، إلا من دخل الجنة بغير حساب على ما بيناه في كتاب التذكرة.
فإن قيل: وهل يسأل الكافر ويحاسب؟ قلنا: فيه خلاف، وذكرناه في التذكرة.
والذي يظهر سؤاله، للآية وقولِه: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ} [الصافات: 24]، وقولِه: {إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية: 25 26].
فإن قيل: فقد قال تعالى: {وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون} [القصص: 78]، وقال: {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ} [الرحمن: 39]، وقال: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الله} [البقرة: 174]، وقال: {إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15].
قلنا: القيامة مواطن، فموطن يكون فيه سؤال وكلام، وموطن لا يكون ذلك فيه.
قال عكرمة: القيامة مواطن، يسأل في بعضها ولا يسأل في بعضها.
وقال ابن عباس: لا يسألهم سؤال استخبار واستعلام هل عملتم كذا وكذا؛ لأن الله عالم بكل شيء، ولكن يسألهم سؤال تقريع وتوبيخ فيقول لهم: لِمَ عصيتم القرآن وما حجتكم فيه؟ واعتمد قُطْرُب هذا القول.
وقيل: {لنسألنهم أجمعين} يعني المؤمنين المكلفين؛ بيانُه قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم} [التكاثر: 8].
والقول بالعموم أولى كما ذكر.
والله أعلم.
قوله تعالى: {فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ} أي بالذي تؤمر به، أي بلّغ رسالة الله جميع الخلق لتقوم الحجة عليهم، فقد أمرك الله بذلك.
والصدع: الشق.
وتصدّع القوم أي تفرقوا؛ ومنه {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم: 43]. أي يتفرّقون.
وصدعته فانصدع أي انشق.
وأصل الصدع الفرق والشق.
قال أبو ذُؤَيب يصف الحمار وأُتُنَه:
وكأنهنّ رِبَابة وكأنه يَسَرٌ ** يُفيض على القِداح ويَصْدَع

أي يفرق ويشق.
فقوله: {فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ} قال الفراء: أراد فاصدع بالأمر، أي أظهر دينك، فـ: ما مع الفعل على هذا بمنزلة المصدر.
وقال ابن الأعرابي: معنى اصدع بما تؤمر، أي اقصد.
وقيل: {فاصدع بما تؤمر} أي فرّق جمعهم وكلمتهم بأن تدعوهم إلى التوحيد فإنهم يتفرّقون بأن يجيب البعض؛ فيرجع الصدع على هذا إلى صدع جماعة الكفار.
قوله تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ المشركين} أي عن الاهتمام باستهزائهم وعن المبالاة بقولهم، فقد برأك الله عما يقولون.
وقال ابن عباس: هو منسوخ بقوله: {فاقتلوا المشركين} [التوبة: 5].
وقال عبد الله بن عبيد: ما زال النبيّ صلى الله عليه وسلم مستخفيًا حتى نزل قوله تعالى: {فاصدع بِما تؤمر} فخرج هو وأصحابه.
وقال مجاهد: أراد الجهر بالقرآن في الصلاة.
{وأعرِض عنِ المشرِكين} لا تبال بهم.
وقال ابن إسحاق: لما تمادَوْا في الشر وأكثروا برسول الله صلى الله عليه وسلم الاستهزاء أنزل الله تعالى: {فاصدع بِما تؤمر وأعِرض عنِ المشرِكين}. اهـ.

.قال الخازن:

قوله: {لا تمدن عينيك}
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي لا تمدن عينيك يا محمد {إلى ما متعنا به أزواجًا} يعني أصنافًا {منهم} يعني من الكفار متمنيًا لها نهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن الرغبة في الدنيا، ومزاحمة أهله عليها والمعنى أنك قد أوتيت القرآن العظيم الذي فيه غنى عن كل شيء، فلا تشغل قلبك وسرك بالالتفات إلى الدنيا والرغبة فيها.
روي أن سفيان بن عيينة تأول قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» يعني من لم يستغن بالقرآن فتأول هذه الآية.
قيل: إنما يكون مادًّا عينيه إلى الشيء، إذا أدام النظر إليه مستحسنًا له فيحصل من ذلك تمني ذلك الشيء المستحسن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر إلى شيء من متاع الدنيا ولا يلتفت إليه ولا يستحسنه {ولا تحزن عليهم} يعني ولا تغتم على ما فاتك من مشاركتهم في الدنيا وقيل ولا تحزن على إيمانهم إذا لم يؤمنوا ففيه النهي عن الالتفات إلى أموال الكفار، والالتفات إليهم أيضًا وروى البغوي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تغبطن فاجرًا بنعمته فإنك لا تدري ما هو لاق بعد موته أن له عند الله قاتلًا لا يموت قيل: وما هو؟ قال: النار».
ق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال، والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه» لفظ البخاري ولمسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولاتنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» قال عوف بن عبد الله بن عتبة: كنت أصحب الأغنياء فما كان أحد أكثر همًا مني كنت أرى دابة خيرًا من دابتي وثوبًا خيرًا من ثوبي، فلما سمعت هذه الحديث صحبت ال فاسترحت.
وقوله سبحانه وتعالى: {واخفض جناحك} يعني ليِّن جانبك {للمؤمنين} وارفق بهم لما نهاه الله سبحانه وتعالى عن الالتفات إلى الأغنياء من الكفار، أمره بالتواضع واللين والرفق بفقراء المسلمين وغيرهم من المؤمنين.
{وقل} أي وقل لهم يا محمد {إني أنا النذير المبين} لما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالزهد في الدنيا، والتواضع للمؤمنين أمره بتبليغ ما أرسل به إليهم، والنذارة تبليغ مع تخويف والمعنى: إني أنا النذير بالعقاب لمن عصاني المبين النذارة {كما أنزلنا المقتسمين} يعني أنذركم عذابًا كعذاب أنزلناه بالمقتسمين، قال ابن عباس: أراد بالمقتسمين اليهود والنصارى.
وهو قول الحسن ومجاهد وقتادة: سموا بذلك لأنهم آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعضه، فما وافق كتبهم آمنوا به وما خالف كتبهم كفروا به، وقال عكرمة: إنهم اقتسموا سور القرآن فقال واحد منهم هذه السورة لي وقال: آخر هذه السورة لي، وإنما فعلوا ذلك استهزاء به، وقال مجاهد: إنهم اقتسموا كتبهم فآمنوا ببعضها وكفروا ببعضها، وكفر آخرون منهم بما آمن به غيرهم.